الاثنين، 28 يونيو 2021

التكافل الأجتماعي في عصر فايروس كورونا "كوفيد19"

 June 28 ,2021                                                                              



تعرضت المجتمعات في العالم الى اختبار شديد لم يسبق له مثيل في السابق او في تاريخ البشرية جمعاء على وجه الخصوص وهو بمثابة تقييم للتعاون والتلاحم في جميع الاوطان او بصفة اخرى المجتمعات بمختلف تنوعها واطيافها ، وتجدر الاشارة الى الفيروس القاتل الذي اجتاح العالم خلال السنتين ، السنة المنصرمة والاخرى التي نحن عليها الان وهو مما لا شك فيه كان اعظم كارثة وازمة جعلت من العالم يتوقف وتتعطل معظم المصالح فيه ، وكوفيد الرعب خلف خلال هذه السنتين اعداد هائلة من المصابين واعداد ليست بالهينة في اعداد الموتى مما اضطر البعض في العالم بوصفه ازمة حقيقية وحربا يواجهها البشر بشتى الوسائل المتاحة لديهم ، ومن جانب آخر كان الفايروس كورونا "كوفيد19" اقوى اختبار وتقييم لروح الاخاء والتعاون والتكافل الاجتماعي على وجه الخصوص، لانه مكن من الوقوف على بعض العثرات التي كانت غير ملفته وغير محتسب لها في المجتمعات ، فخلال اجتياح هذه الازمة المجتمعات إلتفت البعض الى بعض المظاهر التي كانت غير صحيحة وتمارس بكل معنى اشكال الهمجية وعدم الاكتراث ، فمن خلال هذا الفايروس تمكن البعض من الرجوع الى نقطة الصفر وإعادة ترتيب الاوراق في بعض الممارسات التي كانت شائعة ومعرقلة للتقدم وعمل الخير ومبالغة في استخدامها وهو ما عطل الالتفات الى الجانب الاخر من الفئات التي تتعرض للحرمان والعجز ، فالاموال التي كانت تضخ من اجل المصلحة الفردية وغير الهادفة تم الاحتفاظ بها في عصر الكورونا وتوجيهها الى منفعة يستفيد منها الجميع ، ايضا عزز هذا الفايروس روح الاحساس والشعور بالمسؤولية لدى البعض وهو ما دفعهم الى فعل الخير والمشاركة البناءة في دفع هذا الفايروس وتبعاته سواء الاقتصادية وغيرهها عن الفئات المتأثرة منه والوقوف صف واحد لمواجهته ، والمساعدة في ابتكار بعض الآليات التي تساعد في دحضه ، ايضا بسبب الالية التي يغزو بها الفايروس البشر دون تفريق عزز هذا الغزو لدى البشر مفهوم عدم الاختلاف او الفرق بين بعضهم البعص بشتى اعراقهم واطيافهم فالفايروس لا يفرق بين مقتدر وغير مقتدر ولا غني وفقير وضعيف وقوي وهذا بدوره شكل لدى البعض مفهوم ضرورة توافر مبدأ التكافل الاجتماعي والاحسان وعمل الخير ، ومما لا شك فيه بسبب الآليات المبتكرة للتعامل مع الفايروس اكتشف البعض ان المصاريف الهائلة التي كانت تقف امام التكافل الاجتماعي عائقا ويصعب المشاركة في بنائه ها هي اليوم قد تلاشت ويمكن لهم من المساعدة والاحسان من خلال مسارات سهلة وبعيدا عن الترف والبذخ وبأقل الخسائر كون الاساليب قد تغيرت في عصر الكورونا وشقت طرق بديلة ويسيرة بعيدة عن مظاهر الاسراف وعدم المبالاة ، ويمكن القول الان أن البشر قد فاقو من بعض المظاهر التي كانت تعرقل مسيرتهم وتقدمهم ونجاحهم . 



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق